أكاد أجزم بأننا أصبحنا نعيش عصر الأقنعة بامتياز ، فهي تتعدد وتتباين ألوانها بعدد يفوق ألوان الطيف السبعة المشهورة ،نجد صاحب قناع علمي يتخفى وراء قناع إيماني والعكس أيضاً، ويأتي أصحاب أقنعة العقل و أقنعة العلم و أقنعة التحضر و أقنعة الإنسانية و أقنعة الثوار و أقنعة التواضع و العفة .. ، فالمقنّعون في كل مكان، ما أن يسقط قناع ليحل محله قناع آخر، أما الوجه الحقيقي فلا يكاد يظهر ، الى ان يأتي يوما ، عندما تسقط الاقنعة وتتعرى الوجوه المتلونه وتكشف النفوس المريضة الزائفة ويرفع الستار لنرى الآخرين على حقيقتهم بلا رتوش زائفة، اقنعة كثيرة ومزيفة، رخيصة بعضها، يخفي وجوه ذميمة وقلوب مريضة ..يختبئون وبمجــرد أن نتعايش مع بعضهم وتدور بنا رحى الأيام وتهب اعاصير الشتاء الباردة حتى يظهر ذلك الوجه القبيح الذميم وتتساقط الأقنعة، وتتهاوى المزيفات مهما كانت درجة إتقانها، وهي تعمل على تنفث سمومها ، اذا تحدثوا كذبوا وإذا أؤتمنوا خانوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا تنفسوا في الهواء لوثوه ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire