mercredi 5 septembre 2018

مهزلة المقررات الدراسية

كانت صدمة عارمة عند اطلاعي على مقررات اللغة العربية الجديدة و هي تستعمل الدارجة العامية لبعض الجهات المملكة و لا تستعمل المفردات باللغة العربية الفصحى ، على الوزارة و المسؤولين أن يعلموا  انه من الضروري تدريس اللغة العربية وأدبها في جميع أسلاك التعليم المغربي و الحفاظ على اللغة الأم للملايين من أبناء الوطن ، لا يمكن لمهندس او طبيب ان يجهل اسم الكاتب محمد زفزاف أو محمد شكري اومحمد برادة، لكننا للأسف، نعيش هجمة خطيرة على العربية و من مظاهرها ما وقع عبر إدراج العامية المحكية في مناهج التدريس .
هذا يفسر بانه هناك بعض الحركات العنصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الحياة العامة و بعض المنتديات بمهاجمة اللغة و الثقافة العربية اذ يعتبرون أن العربية هي سبب التخلف و تفسير لتفاصيل احتلال عربي مزعوم.. أقول لهؤلاء إن 15 قرنا من الوجود اللغوي للعربية و للعنصر العربي و اختلاط الانساب و الدماء لم يعد فيه مكان لهذا النوع من الجدل، لنا علاقة عميقة مع العربية، ويمكن أن نقول إنها علاقة شعرية وفلسفية وحضارية وليست عرقية فقط، من يدافع عن إلغاء العربية من التدريس فهو يشن حربا ثقافية على المكون العربي في المجتمع و على المغرب بصفة عامة بمختلف الثقافات وتعدديته العرقية و الجهوية و الدينية و مساس بروح الدستور الجديد إذ جاء في الفصل الخامس منه : " تظل العربية اللغة الرسمية للدولة" كما جاء في نفس الفصل تأكيد من الدولة على حماية و تطوير اللغة العربية؛ و تنمية استعمالها"... بالإضافة إلى ترسيم اللغة الأمازيغية التي نفتخر بها كذلك موروث مشترك للجميع  .
إن التبعية العمياء للوبيات الفرنكفونية و لكل من يحارب العربية في التعليم عليه إعادة النظر في أفكاره و تفادي الغلو و الإيقاع بالمجتمع في صراعات هو في غنى عنها و احترام مكونات المجتمع المختلفة و التاريخ .
إن أول ما استطاع الإنسان المغربي تكسيره؛ بعد انتمائه إلى الثقافة و الحضارة العربية؛ هي تلك الصورة النمطية التي رسمها له الرومان؛ باعتباره مقاتلا بربريا/ غير متحضر... حيث نجح خلال وقت قياسي؛ في قلب التوازنات السائدة؛ و ترقى في سلم الحضارة؛ و أصبح مصدرا أساسيا؛ للغة و الثقافة و الدين... و هكذا سيلقن أحفاد الرومان دروسا بليغة؛ حينما نجح في بناء إمبراطوريات تمتد من إفريقيا إلى أوربا؛ إمبراطورية تداول على حكمها العرب (الأدارسة؛ السعديون؛ العلويون) و كذلك الأمازيغ( المرابطون؛ الموحدون؛ المرينيون) .
هذا التاريخ و التنوع ساعدنا في بناء شخصيتنا الوطنية؛ بخصوصيتها العربية/الإسلامية/الأمازيغية/المتوسطية/الإفريقية و العبرية لذى وجب المحافظة عليها من لوبيات الكذب و البهتان ،التي تهدد الأمن اللغوي الذي نعم به المغاربة لقرون؛ في توافق تام بين المحافظة على الهوية الوطنية؛ و الانفتاح على الثقافات و اللغات المختلفة .

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire