في زماننا، زمان الأزمة المالية و الانفجار الديمغرافي و الركود الاقتصادي و سراب المستقبل و مشاكل التشغيل لدى الشباب أصبحنا نتحدث عن نوع جديد من العلاقات ، مسببات فشلها و ظاهرة العزوف ...
أولا العلاقات العميقه و الطويله، هذه العلاقات المكلفه والمرهقه ، والتي كل ما تماديت معها أكثر ، كل ما خسرت أكثر ، انتهى أمرها و أصبحت مجرد حلم ينتاب البعض او من استطاع إليها سبيلا ، أما العلاقات الثانية فهي النوع السطحي، علاقات مريحه ، أعباؤها بسيطه ، وخاليه من الصداع والازعاج ، و هي بإختصار تجنبك إعطاء الشخص أكثر مما يستحق ، لأن المُغامره بكل ما نملك لاتليق بـمستويات كُل البشر.
من بين الملاحظات التي سجلتها عند الشباب الذي اعرفه هو عزوفهم عن الزواج بسبب المشاكل المادية التي تواجه بعض المقبلين علي الزواج،المغالاة في المهور و الظروف ، ثم التدخل من جانب الأهل في كل كبيرة وصغيرة، ووضع الشروط التي قد لا يحتملها أحد الطرفين ،أيضا مشكلة توفير مسكن الزوجية، والبذخ في إقامة حفلات الزفاف وتحميل هذا اليوم بأعباء قد تفسد علي العروسين فرحتهما ،هذا عدا بعض التقاليد والموروثات التي يصر عليها الأهل لأنها موروثة في هذه العائلة أو تلك ، و الانتماء الجهوي و العرقي و القبلي و كذلك الديني احيانا مما قد يتسبب في عدم إتمام الزواج من الأصل .
من ملاحظاتي ايضا في أمور العلاقات التي شهدتها أن العلاقات تبنى دون أساس و كأننا في سوق النخاسة، تبنى على المظاهر و لا شيء غيرها و قد يتم اختيار الشريك أو الشريكة بطريقة متسرعة ،وهذا يحدث نتيجة لقاء عابر عن طريق الصدفة او نزوة ،أومن خلال عاطفة حب سريعة (الحب من أجل السيارة و الإمكانيات ) دون دراسة كافية للشخصية التي ستستمر مع الشريك بقية العمر، رايت كذلك ما هو انذل و هو عندما تتزوج الفتاة من رجل يفرضه عليها الأهل دون رغبة منها أو قبول ،وقد تقبله علي مضض وتضطر لاستكمال حياتها معه .
و من خلال مسيرتي و تجربتي القصيرة من خلا سنوات بعيدا عن الأهل في الوطن و خارج الوطن تبين لي من خلال علاقاتي مع كل الناس و أرشيف الأصدقاء أن من مسببات تأخر سن الزواج بالنسبة للذكور غالبا ما تكون نتيجة أحوال أسرية خاصة ،أو نواحي مادية،أو تولي مسئولية الأسرة نتيجة فقدان الأب ، أما في ما يخص الفتيات فيكون إما بسبب أحوالهم أو ظرفهم المادية والعائلية ،أو بسبب إصرار الفتاة علي استكمال دراستها العليا، و انصراف الشباب نحو البنات الأقل تعليما ، و قد يتسبب قلة المتقدمين لخطبة الفتاة في الظروف الحالية ،لإحساسها بأنها غير مرغوب فيها وبالتالي قد يدفعها ذلك لعدم الثقة بنفسها.
في بعض الأحيان و هذا ما أصبحت اسمعه لدى الأصدقاء من الشباب من الجنسين من اصبح يفكر أن يضرب عن الزواج أو يمتنع عن إتمام سنة الحياة ، نتيجة تجارب فاشلة أو الاختيار أو الارتباط ، ويترك هذا أثرا بالغ الألم والأسى ،وقد يدفع هذا إلي الانشغال بمهنة أو وظيفة أو تخصص معين كما هو حال البعض في الطب .
لذلك تأتي أهمية اختيار شريك الحياة بهدوء وتأنٍ ودون تسرع ،ومراعاة الاختيار بطريقة مناسبة من حيث التوافق النفسي والتعليمي ومستوي العائلتين الاجتماعي ، وكذلك عدم المغالاة في الشروط و التيسير علي المقبلين علي الزواج ،وأن الوصول يبدأ بمحطات من المعاناة والكفاح لتقوية أواصر أرقي علاقة إنسانية وهي (مؤسسة الزواج) بعيدا عن الشعارات و الطمع و القصص الخيالية و الكذب و السباق مع الاصدقاء على الترف و الابتعاد عن الأمور الجوهرية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire