mercredi 17 octobre 2018

شعب منافق

من أمراضنا الأخلاقية والاجتماعية أننا شعوب تحكم على الأمور بمعايير مختلفة، أحدها، وهو المعيار الحقيقى، الهوى الشخصى والمصلحة الذاتية، لكن أمام الناس نقول كلاماً للوجاهة الاجتماعية أو المكاسب الاقتصادية أو المصالح السياسية. نقول ما لا نفعل إلا إذا خشينا الفضيحة، ونفعل ما لا نقول إلا إذا كانت هناك مصلحة. لدينا فائض نفاق يظهر فى أحاديثنا ومواقفنا. كتب المفكر المغربى سعيد ناشيد عن مظاهر النفاق التى نعيشها قائلاً:  ليس هناك من نفاق أوقح ولا أقبح من أن تطالب بزيادة مواد الإسلام فى المنهج المدرسى ثم تسجل أبناءك فى إحدى مدارس البعثة الفرنسية أو الأمريكية.
ليس هناك من نفاق أسخف ولا أقرف من أن تطلب من «بائعة الهوى» أن تقول لك زوّجتك نفسى على سنّة الله ورسوله وفى الصباح تمنحها بعض المال وتقول لها أنت طالق. ليس هناك من نفاق أصغر ولا أحقر من أن تشتم أمريكا وتحرق العلم الأمريكى فى كل مناسبة أو دون مناسبة ثم تقف فى طابور سفارتها أو قنصليتها لأجل الحصول على التأشيرة. ما النفاق؟ النفاق هو أن تبتهج بوجود مساجد كبرى وفاخرة فى قلب نيويورك ولندن وباريس، أو تبتهج بمشهد شاب غربى يردد الشهادتين ولو بصعوبة خلف شيخ فى مسجد من عواصم الغرب، لكنك فى الأول وفى الأخير تعتبر ذلك انتصاراً للإسلام بنظرة داعشية ولا تراه انتصاراً لقيم دين التسامح الحقيقي، اسلام الوسطية و حقوق الإنسان والحريات الفردية  داخل الحضارة الإسلامية.  النفاق هو ألا تكترث لفساد الرّشوة لأنك تستفيد منها ، وفساد مؤسسة لأنك تقتات منها ، وفساد التهرّب الضريبى لأنك تريد الربح و عدم المساهمة في الاقتصاد الوطني ، وفساد تبييض الأموال، وفساد الغش فى السلع، وفساد مافيات المخدرات والميليشيات الجهادية وتهريب الأسلحة، ثم ترى الفساد كل الفساد فى مجرّد تنورة أو سروال قصير أو قبلة فى لوحة إشهارية.
النفاق هو أن تعلَم علم اليقين وبالأرقام بأنّ المجتمعات الشعبوية فى العالم هى أيضاً الأكثر فساداً فى الإدارة، والأكثر ارتشاءً فى القضاء، والأكثر كذباً فى السياسة، والأكثر هدراً للحقوق، والأكثر تحرّشاً بالنساء، والأكثر اعتداءً على الأطفال، ثم تقول للناس: إنّ سبب فساد الأخلاق هو نقص الدين. فياللوقاحة! النفاق هو أن تشعل الفتنة الطائفية لان انفصالي خرج للشارع ، وتوقظ الحرب القبلية و تزرع الشعبوية و الاردوغانية و لا واقعية عند الشباب لأنك تمتلك جواز سفر أجنبي في حالة المساس بك تهرب   .. ثم تقول لمن صدقك إنك تقاتل من أجل الحرية و ضد الفساد .
النفاق كذلك يكمن في الجحود عند الحكم الصادر عن البعض في الاعتراف بالإنجازات و المشاريع الكبرى و البنية التحتية و الطاقات المتجددة و التصدي للارهاب و استقرار الدولة و جهود جلب الإستثمارات و المصانع و المحافظة على الحدود و الوطن .
البعض يعمل و متزوج و له سيارة و منزل و يسهر في مراكش و يسبح في شواطئ الحسيمة و يسافر لتركيا و له الحق في القروض و يشتم الدولة أليس هذا نفاق و اسكزوفرينية .
من مظاهر النفاق و دموع التماسيح و العهر المجتمعي أيضا  أنهم  يتشكون من فساد وانعدام الإنسانية عند المسؤولين المنتخبين من أبناء الشعب فالبرلماني و رئيس البلدية و المستشار الجماعي من الشعب و من صوت له أليس الشعب بمقابل او بانتماء قبلي و عرقي و جهوي .
و اخر ما صدر عن شعب النفاق ، البارحة  إنقلب القطار، فستغلت شردمة الشعب المنافق  الموقف وسرقوا الضحايا ، في موقف اقل ما يقال عنه انه  حيواني تعجيزي لا يمت للانسانية بصلة.
بينما قام أصحاب سيارة الأجرة  الدين لطالما إشتكوا من غلاء  الوقود أو من جشع أصحاب الكريمات الدين  يستغلونهم لحاجتهم للخدمة لكي يضاعفو أرباحهم.....عندما توقفت خدمات القطارات بعد حادثة بوقنادل المؤلمة ذهب عندهم الناس  لكي يركبو ، فا ستاغلو حاجة الناس لهم وضاعفو الثمن.

(إنّ المنافقين فى الدرك الأسفل من النار) صدق الله العظيم. انتهى كلام الرجل. ولنسأل أنفسنا: هل نحن منافقون؟ وهل يمكن أن ينتصر المنافق فى أفكاره وسلوكه حتى لو انتمى للإسلام على المخلص فى أفكاره وسلوكه حتى لو كان غير مسلم؟

هو  ماشي ضد الفساد نهائيا، بل هو فقط ضد عدم الاستفادة من الفساد و جحود حقود لان الوطنية لا تعني له شيئا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire